شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم بالله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على سيدنا ونبينا محمد اسم> وعلى آله وأصحابه أجمعين.
قال الإمام البخاري اسم> -رحمه الله تعالى-
من كتاب الإيمان. باب: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> أنا أعلمكم بالله رسم>.
وأن المعرفة.. فعل القلب؛ لقول الله تعالى: رسم> وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ قرآن>
رسم> .
حدثنا محمد بن سلام البيكندي اسم> قال: أخبرنا عبدة اسم> عن هشام اسم> عن أبيه، عن عائشة اسم> قالت: رسم> كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه، ثم يقول: إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا متن_ح>
رسم> .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
ذكر هذا الحديث، واستنبط منه: أن المعرفة.. عمل القلب. والدليل: قوله تعالى: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
القلب له أعمال، ذكر منها -في الحديث المتقدم- الحياء؛ هو أنه شعبة من الإيمان، فيكون مما يثاب عليه. وكذلك في هذه الآية أخبر بأنه يعاقبهم على ما كسبت قلوبهم، يعني: كالحقد والحسد والبغضاء والعداوة التي تكون في القلب، وكذلك الشك يكون في القلب، الشك في أمر الله تعالى. فأعمال القلوب يثاب عليها أو يعاقب عليها.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية اسم> رسالة طبعت باسم الأعمال القلبية يعني: أعمال القلوب، بَيَّن فيها الأعمال التي يثاب عليها والتي يعاقب عليها، وبين أنها داخلة في مسمى الإيمان، وأن لها آثارا ولها علامات على صاحبها الذي اتصف بها، فكما أن الأعمال البدنية يثاب عليها كالركوع والسجود والقتال في سبيل الله، وكذلك الأعمال الشركية كالسجود للأصنام والطواف بها –مثلا- والأعمال البدنية كقتل المسلم أو ضربه ونهب ماله أو ما أشبهها، فكذلك أعمال القلوب يثاب عليها أو يعاقب عليها؛ وحينئذ تدخل في مسمى الإيمان.
فقد ذكر العلماء أن الإيمان: قول، وفعل، كما ذكره البخاري اسم> في أول كتاب الإيمان: قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح. ويقولون: قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان.
فأعمال القلوب فيها ما يضمره القلب، أو ما يعمله من عمل صالح، أو عمل حسن؛ ومن ذلك: المعرفة؛ فإنه يقال: عرفت كذا..، أما تعرف كذا وكذا، فالمعرفة عمل قلب.
ففي هذا الحديث ذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمرهم بما يطيقون من الأعمال، ولا يحب أن يكلفهم فوق طاقتهم أو ما يشق عليهم؛ وذلك لئلا يستثقلوا العبادة ولئلا يتكرهوها، فإن من عمل عبادة مع كراهة نفسه لها قل أجره عليها، فلا بد أن تكون العبادة التي يتقرب بها العبد مما يسهل على النفس، ولا تنفر منه ولا تستثقله، وهذه العبارة كونه يأمرهم من الأعمال بما يطيقون، معناه أنه يكره لهم ما يشق عليهم.
ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك لما رخص لهم في التيمم قال بعد ذلك: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ومن المعلوم أن هناك بعضا من العبادات فيها شيء من الثقل؛ كالصيام في أيام الصيف وشدة الحر؛ ولكن المسلم إذا علم بأنه فريضة الله، وأنه عبادة محبوبة عند الله، رغب فيه وأحبه واستخفه وطابت نفسه بفعله...
...نفسه بعد طول القيام ونحوه، ولا يكلف نفسه ما يشق عليها، هكذا أرشد-صلى الله عليه وسلم- ودخل مرة في أحد بيوته وإذا هناك حبل معلق في السقف، فقال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أعانه الله على العبادة، فذكر أنه كان يطيل القيام، كان يقوم حتى تورمت قدماه، فلما قيل له: أتفعل ذلك.. وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكان يقول: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكان أيضا قد يترك العمل وهو يحب أن يعمل به؛ مخافة أن يشق على أمته، وكان أيضا ينهاهم عن التكلف، في حديث أنس اسم> المشهور: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
هذا بلا شك دليل على أنه يحب الرفق بأمته، وإذا قالوا له: أنت قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، غضب -كما في هذا الحديث- وقال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
مسألة>